يعزى وفاة النسر الأصلع إلى مرض تنكسي عصبي غامض تسبب في ظهور ثقوب في المادة البيضاء في دماغه حيث فقد الحيوانات السيطرة على جسمه، وسرعان ما تم العثور على حيوانات أخرى، بما في ذلك الطيور المائية والأسماك والزواحف والبرمائيات مصابة بنفس المرض، والآن، بعد ما يقرب من ثلاثة عقود، اكتشف فريق دولي من الباحثين أن الوفيات نجمت عن مادة سامة تنتجها البكتيريا الزرقاء أو الطحالب الخضراء المزرقة.
وتنمو البكتيريا على النباتات المائية الغازية، ويؤثر على الحيوانات التي تأكل النباتات وكذلك الحيوانات المفترسة مثل النسور التي تتغذى على تلك الحيوانات ومنها النسر الأصلع، فلم تتأثر فقط النسور والطيور الجارحة الأخرى، ولكن أيضا الطيور المائية والأسماك والبرمائيات والزواحف والقشريات والديدان الخيطية.
بدأت في شتاء 1994 و1995 في بحيرة دجراي في أركنساس عندما تم العثور على 29 من النسر الأصلع ميتا، وكان أكبر معدل وفيات جماعي غير مشخص للنسر الأصلع في البلاد، وتم العثور على أكثر من 70 من النسر الأصلع ميتا خلال العامين المقبلين، وبحلول عام 1998، تم تسمية المرض باسم اعتلال النخاع الشوكي للطيور (AVM) وتم تأكيده في 10 مواقع في ست ولايات، بالإضافة إلى النسر الأصلع تم تسجيل AVM عبر جنوب شرق الولايات المتحدة في العديد من الطيور الجارحة والعديد من الطيور المائية بما في ذلك الغرة الأمريكية، والبط ذو العنق، والإوز الكندي.
المختبر مقابل الحياة الحقيقية:
في عام 2005، تم تحديد لأول مرة البكتيريا الزرقاء غير المعروفة سابقا على أوراق نبات مائي يسمى الخبازة هيدريلا، وهي كلمة يونانية تعني قاتل النسر وبعد ذلك كان تحديد السم المحدد الذي تنتجه البكتيريا، وفي الواقع قد تنمو البكتيريا الزرقاء في نبات مياه غازية تستهلكه الطيور المائية، والتي بدورها تتغذى عليها النسر الأصلع، وهو نقل السم المفترض عبر السلسلة الغذائية، وقام الباحثون بتحليل البكتيريا أثناء نموها فى الطبيعة، على نباتات هيدريلا التي تم جمعها من البحيرات المصابة.
قام الباحثين بفحص سطح ورقة النبات واكتشفوا مادة جديدة مستقلب كان موجودا فقط على الأوراق الموجودة حيث تنمو البكتيريا الزرقاء ولكن لم يتم العثور عليها في البكتيريا التي نمت في المختبر، وهذا فتح أعينهم، لأن هذا المستقلب يحتوي على عنصر (بروم) لم يكن موجودا في وسط زراعة المختبر، وعندما أضفنا هذا إلى وسط النمو، بدأت سلالة المختبر أيضا في إنتاج هذا المركب.
محاولة إصلاح المشكلة:
لا يعرف الباحثون حتى الآن سبب تشكل البكتيريا الزرقاء على النباتات المائية الغازية، وقد تتفاقم المشكلة بسبب مبيدات الأعشاب التي تستخدم لعلاج تلك النباتات، وإحدى طرق محاربة نبات الهيدريلا الغازية هو استخدام مبيد الآفات ثنائي بروميد ديكوات، وهذا يحتوي على البروميد، الذي يمكن أن يحفز البكتيريا الزرقاء لإنتاج المركب، لذا بطريقة ما، قد يضيف البشر إلى المشكلة بنية حسنة لحل مشكلة أخرى (فرط نمو الهيدريلا)، وبصراحة لا أعتقد أنه من الجيد معالجة البحيرات الكاملة بمبيدات الأعشاب في المقام الأول.
ومع ذلك، فإن الأهم من وجهة نظري، أيضا من كميات البروميد التي يتم إطلاقها في البيئة، قد تكون محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، حيث يتم استخدام البروميدات لمعالجة النفايات، وربما يبدو هذا قويا بعض الشيء، ولكن ربما قد يساعد إيقاف حرق الفحم في إيقاف موت النسر الأصلع وغيره.
أحد العوامل المهمة هو دراسة مصدر البروميد، ثم إيقاف هذا، لذا فإن مراقبة المسطحات المائية البكتيريا الزرقاء والسموم وكذلك البروميد أمر مهم في المستقبل، وأيضا، قد تكون إزالة نبات الهيدريلا من البحيرات (مثل استخدام مبروك الحشائش) استراتيجية جيدة لإزالة النبات المضيف من البكتيريا الزرقاء، ومع ذلك، من الصعب قتل كل من الهيدريلا والبكتيريا الزرقاء، ومن المحتمل أن ينتشر عن طريق القوارب وربما أيضا عن طريق الطيور المهاجرة.