يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

معلومات عن سلوك وتكاثر بطريق آديلي أصغر أنواع البطاريق

بطريق آديلي هو أصغر أنواع البطاريق وأكثرها انتشارا في المحيط الجنوبي، وهو واحد من نوعين فقط من البطاريق الموجودة في البر الرئيسي للقارة القطبية الجنوبية (الآخر هو بطريق الإمبراطور الأكبر بكثير)، وتم تسمية البطريق آديلي في عام 1840 من قبل المستكشف الفرنسي جول دومونت دورفيل الذي أطلق إسم البطريق على إسم زوجته آديلي، وتكيف بطريق آديلي بشكل جيد مع الحياة في أنتاركتيكا حيث تعيش هذه الطيور المهاجرة في الشتاء في الحزمة الجليدية الشمالية قبل أن تعود جنوبا إلى ساحل القطب الجنوبي لقضاء أشهر الصيف الأكثر دفئا.

 

وصف بطريق آديلي:
يعد بطريق آديلي أحد أكثر أنواع البطاريق التي يمكن التعرف عليها بسهولة مع ظهر أزرق مائل إلى السواد وصدر وبطن أبيض بالكامل، ورأس ومنقار بطريق آديلي كلاهما أسود مع حلقة بيضاء مميزة حول كل عين، وإن الأقدام الوردية القوية للبطريق صلبة مع أشواك التي لا تساعد فقط في تسلق المنحدرات الصخرية للوصول إلى أعشاشه، ولكنها تساعد أيضا في دفع بطريق آديلي على طول عندما ينزلق على طول الجليد، ويستخدم بطريق آديلي أيضا قدمه المكشوفة جنبا إلى جنب مع زعانفه الصغيرة لدفعه عند السباحة في المياه الباردة.

بطريق آديلي

موطن وموئل بطريق آديلي:
يعد بطريق آديلي أحد أكثر الطيور الجنوبية في العالم حيث يوجد على طول ساحل أنتاركتيكا والجزر القريبة منه، وخلال أشهر الشتاء، تهاجر طيور بطريق آديلي إلى الشمال حيث تعيش على منصات كبيرة من الجليد وتتمتع بإمكانية أفضل للحصول على الطعام خلال أشهر الصيف الأكثر دفئا، وتعود طيور بطريق آديلي جنوبا حيث تتجه نحو الشواطئ الساحلية بحثا عن أرض خالية من الجليد على المنحدرات الصخرية حيث يمكنها بناء أعشاشها، وشكلت أكثر من نصف مليون بطريق آديلي واحدة من أكبر مستعمرات الحيوانات في العالم في جزيرة روس وهي جزيرة تشكلت من خلال أنشطة أربعة براكين في بحر روس.

 

سلوك بطريق آديلي:
مثل جميع أنواع البطاريق يعد بطريق آديلي حيوانا اجتماعيا للغاية حيث يتجمع في مجموعات كبيرة تعرف باسم المستعمرات والتي غالبا ما تضم الآلاف من أفراد البطاريق، وعلى الرغم من أن بطاريق آديلي ليس معروفة أنها إقليمية بشكل رهيب، إلا أنها ليس من غير المألوف أن يصبح البالغون عدوانيين في مواقع التعشيش بل ومن المعروف أنهم يسرقون الصخور من أعشاش جيرانهم، ومن المعروف أيضا أن بطريق آديلي يصطاد في مجموعات حيث يعتقد أنه يقلل من خطر إفتراسه من قبل الحيوانات المفترسة الجائعة، ويتفاعل بطريق آديلي باستمرار مع بعضه البعض باستخدام لغة الجسد وحركات العين المحددة التي يعتقد أنها أكثر أشكال الإتصال شيوعا.

 

 

تكاثر بطريق آديلي:
يعود بطريق آديلي إلى مناطق تكاثره خلال أشهر الصيف في أنتاركتيكا في نوفمبر وديسمبر، وأقدامه الناعمة تكيفت جيدا للمشي على الأرض مما يجعل الرحلة إلى أرض التعشيش أسهل بكثير حيث يصوم البطريق خلال هذا الوقت، وتتزاوج أزواج البطاريق مدى الحياة في مستعمرات كبيرة حيث تضع الإناث بيضتين في عش مبني من الصخور، ويتناوب كل من الذكور والإناث على احتضان بيضهم بينما يذهب الآخر للتغذية لمدة تصل إلى 10 أيام في المرة الواحدة، وفراخ بطريق آديلي لديها سن بيضة وهو نتوء على قمة مناقيرهم مما يساعدهم على الخروج من البيضة، وبمجرد الفقس لا يزال الوالدان يتناوبان على رعاية صغارها بينما يذهب الآخر لجمع الطعام بعد حوالي شهر.

 

حمية بطريق آديلي البطريق:
يعد بطريق آديلي سباح قوي وقادر يحصل على كل طعامه من البحر، وتتغذى هذه الطيور بشكل أساسي على الكريل الموجود في جميع أنحاء المحيط المتجمد الجنوبي، وكذلك الرخويات والحبار والأسماك الصغيرة، ويكشف سجل قشر البيض المتحجر المتراكم في مستعمرات بطريق آديلي على مدى 38000 عام الماضية عن تغيير مفاجئ من النظام الغذائي القائم على الأسماك إلى الكريل الذي بدأ قبل مائتي عام، ويعتقد أن هذا يرجع إلى تراجع فقمات الفراء في القطب الجنوبي في أواخر القرن الثامن عشر وحيتان بالين في القرن العشرين، وأدى الحد من المنافسة من هذه الحيوانات المفترسة إلى وجود وفرة من الكريل والتي يمكن الآن لبطاريق آديلي استغلالها كمصدر أسهل للغذاء.

 

التهديدات التي تواجه بطريق آديلي:
لا يوجد لدى طيور بطريق آديلي البالغة حيوانات مفترسة على الأرض بسبب الظروف التي تعيش فيها، ومع ذلك فإن أكبر تهديد في مياه بطريق آديلي هو الفقمة الفهدية وهي أحد أكثر أنواع الفقمات جنوبا والحيوانات المفترسة المهيمنة في المحيط الجنوبي، ولقد تعلمت طيور بطريق آديلي تجنب هذه الحيوانات المفترسة من خلال السباحة في مجموعات كبيرة وعدم المشي على الجليد الرقيق، والحوت القاتل هو المفترس الرئيسي الآخر لبطريق آديلي على الرغم من أنه عادة ما يصطاد أنواعا أكبر من البطاريق في الشمال، ومن المعروف أن طائر الكركر القطبي الجنوبي يفترس بيض بطريق آديلي إذا تركت دون حراسة جنبا إلى جنب مع الكتاكيت.

 

حقائق مثيرة للإهتمام عن بطريق آديلي:

* تعيش طيور بطريق آديلي في واحدة من أبرد البيئات على وجه الأرض ولذا فهي تحتوي على طبقة سميكة من الدهون تحت جلدها تساعد على إبقائها دافئة، ويساعد ريشها على عزلها وتوفير طبقة مقاومة للماء لمزيد من الحماية.

* يعتبر بطريق آديلي صيادا عالي الكفاءة ويمكنه تناول ما يصل إلى 2 كجم من الطعام يوميا.

* يعتقد أن مستعمرة التكاثر تستهلك حوالي 9000 طن من الطعام على مدار 24 ساعة.

* زعانف بطريق آديلي تجعله رائع في السباحة ويمكنه الغوص إلى أعماق 175 مترا بحثا عن الطعام.

* لا تمتلك طيور بطريق آديلي أسنانا على هذا النحو ولكنها بدلا من ذلك لديها أشواك على شكل أسنان على لسانها وعلى سقف أفواهها، ولا توجد هذه الأشواك للمضغ ولكنها بدلا من ذلك تساعد البطريق على ابتلاع الفريسة الزلقة.

 

علاقة بطريق آديلي بالبشر:
كانت زيارة مستعمرات بطريق آديلي منذ فترة طويلة ضمن برنامج السياح إلى القطب الجنوبي الذين يتعجبون من الأعداد الهائلة منهم الذين يعششون على الشواطئ و يصطادون في المياه المحيطة، وهذا يعني أن بطاريق آديلي هي واحدة من أكثر أنواع البطاريق شهرة اليوم، ومع ذلك، قام المستكشفون الأوائل أيضا بمطاردة طيور البطريق للحصول على لحومها وبيضها من أجل البقاء في مثل هذه الظروف التي لا هوادة فيها.

 

هل بطريق آديلي مهدد بخطر الإنقراض؟
على الرغم من اقتصارها على العيش في الساحل الجنوبي أنتاركتيكا إلا أن طيور بطريق آديلي هي واحدة من أكثر طيور البطاريق شيوعا وانتشارا في نصف الكرة الجنوبي، مع وجود أكثر من 2،5 مليون زوج تكاثر موجود في جميع أنحاء جنوب القارة القطبية الجنوبية، وقد تكيف بطريق آديلي جيدا مع موطنه القطبي، ومن المعروف أيضا أن العلماء يستخدمون أنماط تعشيش بطريق آديلي كمؤشرات لتغير المناخ، ولاحظوا أنهم قادرون على التعشيش على الشواطئ التي كانت مغطاة سابقا بالجليد، وتم إدراج البطريق في قائمة الأقل قلقا.

مقالات مميزة