يرجى تدوير جهازك إلى الوضع الرأسي

حقيقة إعادة إنتاج حيوان الماموث الصوفي مرة أخرى

الماموث الصوفي، عاشت هذه الحيوانات العاشبة في العصر الجليدي، والتي كان أقرب أقربائها الأحياء هم الفيل الآسيوي، في عدة قارات شمالية وكان لها معطف كثيف من الفرو يحميها من البرد القارس، وانقرض حيوان الماموث الصوفي الأشعث منذ حوالي 4000 عام، لكن الثورة الحالية في علم الوراثة التي تحارب الشيخوخة، وتقوم بالقضاء على الأمراض، تفكر في إحياء هذه الأنواع المفقودة.

 

وتبدو فكرة إحياء الماموث الصوفي وكأنها رواية من روايات الخيال العلمي، و الكثيرون يتساءلون هل هذا ما سيحدث بالفعل، في كل الأحوال ستكون فكرة الإحياء هذه ثورة في علم الهندسة الوراثية، وهذه الفكرة تسمح لنا بوضع الجينات الفردية التي ترمز لخصائص معينة في جينوم الكائنات الحية، وهذا ما يحدث في مشروع إحياء حيوان الماموث الصوفي حيث اختفى الماموث الصوفي من الأرض منذ 4000 عام، لكن العلماء الآن يقولون إنهم على وشك إحياء الوحش القديم في شكل منقح، من خلال إنجاز هائل للهندسة الوراثية والهدف منه إنتاج جنين هجين من الفيل و حيوان الماموث الصوفي.

 

وفي الواقع إن" إزالة الانقراض "المقترحة من الماموث تثير قضية أخلاقية هائلة فلم يكن الماموث مجرد مجموعة من الجينات، بل كان حيوانًا اجتماعيًا، كما هو الحال في العصر الحديث مع الفيل الآسيوي، لذلك قد يتساءل البعض ماذا سيحدث عندما يولد هجين الفيل و حيوان الماموث وهل سيتم الترحيب به من قبل الفيلة الآخرين.

الماموث الصوفي

اكتشاف بقايا حيوان الماموث الصوفي :
يقومون الصيادين بعمل بحث بدائي بحثًا عن أنياب الوحوش الضخمة التي جابت المشهد المحظور بأعداد كبيرة قبل أن تنقرض منذ 10000 عام، وبالطبع، هناك دائمًا احتمال أن يتعثر الصيادون ليس فقط على ناب أو اثنين، ولكن على مجموعة كاملة من بقايا الماموث، بما في ذلك الفراء واللحم، وهذا ما حدث في عام 2013، عندما اكتشف فريق من ياكوتسك، روسيا، جثة شبه كاملة لماموث شابة مدفون في التربة الصقيعية في جزر سيبيريا الجديدة.

 

ولم يقتصر الأمر على وجود ثلاث أرجل فقط، بل معظم الجسم، وجزء من الرأس والجذع لا يزال محفوظًا بشكل جيد نسبيًا، ولكن عندما بدأ الباحثون جهودهم لإخراج بقايا الحيوان، لاحظوا دماء داكنة ولزجة تتسرب من الجثة.

 

كشفت المواعدة الكربونية أن باتركاب، كما أطلق عليها الباحثين، عاشت منذ حوالي 40 ألف عام، ومن بقاياها الثمينة قنينة الدم التي تم تصريفها من جثثها، فقد كان العلماء يأملون في استخراج خلايا الماموث الحية التي ستنتج حمضًا نوويًا سليمًا، وكانت هذه هي الحلقة المفقودة في سعي العلماء الحديث الطويل الأمد لإعادة هذا العملاق القديم من الموت.

 

ولكن قد يأتي السؤال الهام وهو لماذا نصنع حيوان الماموث الصوفي، قد يأتي الجواب من روسيا حيث سهول سيبيريا، أو السهوب التي تتكون من مساحات شاسعة من الأرض وتتكون من التربة الصقيعية، وهذه التربة فقدت الكثير من حيواناتها، والمشكلة هي أن التندرا هي هذه القنبلة الموقوتة حيث أنه داخل التربة الصقيعية قد يكون هناك الكربون ومع ارتفاع درجة حرارة العالم، نقترب أكثر فأكثر من النقطة التي يذوب فيها الجليد الدائم وسوف تنفجر هذه القنبلة الموقوتة.

 

والنظام البيئي للتندرا الذي نشأ في غياب هذه الأنواع الرعوية الكبيرة يتأثر الآن ويساهم في تغير المناخ الذي يقوده الإنسان، وبدون الحيوانات الكبيرة التي تضغط وتكشط الطبقات العازلة السميكة من ثلوج الشتاء، لا يخترق البرد الشتوي الشديد التربة وهذه الحقيقة، إلى جانب فصول الصيف الأكثر دفئًا، تسرع من ذوبان التربة الصقيعية وإطلاق غازات الاحتباس الحراري التي حُبست لآلاف السنين ومن منظور الكربون العالمي، فإن إطلاق الكربون من ذوبان التربة الصقيعية في العالم يعادل حرق جميع غابات العالم مرتين ونصف.

 

والعلم في هذه المسألة قد أثبت أنه رائع حقًا وكل ما يحتاجه تسلسل ماموث عصور ما قبل التاريخ ويتم إحضار الجثث المجمدة من الجليد وتم أخذ عينة لكي يتبعوا تسلسل الجينوم وبمجرد حصول العلماء على التسلسل، يعرفون جينوم الماموث ويستطيعون أن يختاروا الخصائص المهمة لأحياء حيوان الماموث الصوفي، ويعتقد الباحثين أنه إذا تزاوج ماموث صوفي مع فيل آسيوي، فسيكون بإمكانهم إنجاب فيل صغير، وهنا لا يتم استنساخ الماموث بل يقوموا بتركيب الجينات، ووضعها في جنين فيل آسيوي، وإعادة الجنين إلى الفيل الآسيوي، ثم يلد الفيل الآسيوي الماموث الصوفي، وقد يعمل الخبراء على رحم إصطناعي في أغلب الأحيان.

 

وفي النهاية توجد ثروة من المعلومات في جينوم كل أنواع الحيوانات، والجينوم هو سجل تاريخي للتكيف للبقاء على قيد الحياة لمليارات السنين من الكوارث والأوبئة والظروف المتغيرة وأصبح فهم المعلومات المحفوظة في الجينوم ممكنًا من خلال مراقبة خلايا وأنسجة وجسم وسلوك الكائن الحي وبالنسبة لـ الجينوم المنقرضة، يتم فقدان مثل هذا التفسير العضوي ويسمح لنا إنعاش الجينات في الخلايا الحية باكتشاف وظيفة معلومات ما قبل التاريخ بطرق لا يمكن أن توفرها دراسة الشفرة الجينية وحدها فقد يكشف هيموجلوبين الماموث، على سبيل المثال، عن معلومات حول دم الثدييات مفيدة في علاج الأمراض البشرية، وربما مستقبل استكشاف الإنسان للفضاء (مثل البيئات الباردة الباقية).

مقالات مميزة