حيوان التابير يشبه الخنازير مع خرطوم طويل، ولكن هل تعلم أن التابير في الواقع مرتبط بالخيول ووحيد القرن أكثر من الخنازير، ويعتقد العلماء أن حيوانات التابير قد تغيرت قليلا على مدى عشرات الملايين من السنين، وبشكل مثير للدهشة يمكن تتبع أنواع التابير الحديثة إلى عصر الإيوسين من 56 إلى 33.9 مليون سنة مضت، والمفاجأة أن حيوانات التابير القديمة أصغر من نظيراتها الحديثة ولم يكن لها أنف ممدود أو شفة عليا، ويصل وزن هذه الأنواع إلى 400 رطل، وكانت عادة نصف حجم الأنواع الموجودة الآن، والآن هيا نتعرف على سلوك هذه الحيوانات، وأين تعيش؟ وأهم التهديدات التي تواجهها.
ظهرت حيوانات التابير ذات الخطم الطويل خلال عصر جوسون الأول الذي انتهى قبل 23 مليون سنة، والأنواع منذ 30 مليون سنة متطابقة تقريبا مع أبناء عمومتها على قيد الحياة اليوم، وفي الواقع لقد تطورت حيوانات التابير اليوم في أمريكا الجنوبية وآسيا والجبال بشكل غير عادي خلال العشرين إلى الثلاثين مليون سنة الماضية.
بشكل عام تعتبر هذه الحيوانات مخلوقات صلبة ذات نتوءات كبيرة بارزة، وهي مغطاة بكميات متفاوتة من الفراء الأحمر أو البني أو الرمادي أو الأسود، والتابير الجبلي الذي يجعل موطنه في جبال الأنديز أصغر حجما ولكنه يحتوي على فرو أكثر من الأنواع الأخرى الموجودة، والتابير حيوانات تشبه الحمير لكن يصل وزنها إلى 800 رطل ويمكن أن يزيد طولها عن ستة أقدام، ويقفون أيضا على ارتفاع قدمين إلى أربعة أقدام عند الكتف، وتوفر جلودهم القاسية الحماية من معظم الحيوانات المفترسة.
حقائق لا تصدق عن التابير:
* التابير حيوانات موجودة على الأرض منذ أكثر من 30 مليون سنة.
* حيوانات التابير يعيشون في الأراضي العشبية والغابات والمستنقعات والجبال وبيئات أخرى في أمريكا الجنوبية وآسيا والهند.
* التابير لديه ما بين 42 و 44 سنا.
* تحتوي حيوانات التابير على ما بين 52 و80 كروموسوما حسب الأنواع.
* كان هناك ما لا يقل عن 15 نوعا منقرضا معروفا من التابير على مدى ملايين السنين منذ ظهورها.
مظهر وسلوك حيوان التابير:
بشكل عام تتميز جميع حيوانات التابير الحديثة بخطم طويل يعرف بإسم الخرطوم ويتحرك في جميع الإتجاهات، ويستخدم الخطم المرن لجمع التوت والفواكه والنباتات الأخرى من جميع المناطق المحيطة، ويحتوي فمه على ما بين 42 و44 سنا مسطحة إلى حد كبير للمساعدة في طحن النباتات والفواكه.
بخلاف الخطم تتشابه هذه حيوانات التابير في الحجم والشكل مع الخنازير البرية أو وحيد القرن، ويمكن أن يصل طولها إلى أكثر من ستة أقدام وارتفاعها حوالي ثلاثة أقدام، وتزن في أي مكان من 400 إلى 800 رطل مثل البالغين ولديهم جلود صلبة تجعلهم يقاومون العديد من الحيوانات المفترسة التي تعيش في أمريكا الجنوبية والهند وآسيا.
هذه الحيوانات بشكل عام كائنات منعزلة، وسوف يجتمعون في مجموعات صغيرة من أجل الإنجاب والتفاعل الإجتماعي، ويبقى الصغار المعروفين بإسم العجول مع أمهاتهم حتى يبلغوا ستة إلى ثمانية أشهر من العمر في ذلك الوقت يذهبون بمفردهم والأم حرة في تربية نسل آخر.
موطن حيوان التابير:
يمتلك التابير موطنا أصليا متنوعا اعتمادا على الأنواع وأين يوجد، على سبيل المثال تعيش الأنواع في أمريكا الجنوبية في السهول العشبية في البرازيل وفنزويلا وكولومبيا والأرجنتين وبيرو والإكوادور وغيانا، وفي المقابل فإن تابير بيرد يجوب المراعي في المكسيك وأمريكا الوسطى وأجزاء من شمال أمريكا الجنوبية، والتابير الجبلي أصغر حجما وأكثر صوفا من أبناء عمومته، ويعيش في المقام الأول في جبال الأنديز، وتم العثور على التابير الهندي أو الآسيوي في كمبوديا وإندونيسيا ولاوس وقد شوهد أيضا في ماليزيا وميانمار (المعروفة سابقا بإسم بورما) وتايلاند وفيتنام، وتحب هذه الحيوانات العلف في الأدغال والغابات المطيرة في هذه البلدان.
حمية حيوان التابير:
جميع الأنواع من الحيوانات العاشبة مما يعني أن نظامها الغذائي يشمل فقط الأعشاب والبذور والفواكه والحياة النباتية الأخرى، ويمكن أن يتحرك خرطوم التابير في جميع الإتجاهات المختلفة لتناول الأوراق المنخفضة والفاكهة التي قد لا تتمكن الحيوانات الأخرى من الوصول إليها، ولا يأكل التابير اللحوم لذلك يستخدم أسنانه فقط لطحن نظامه الغذائي النباتي.
أهم التهديدات لحيوان التابير:
يمتلك حيوان التابير جلدا قاسيا على ظهره ورقبته مما يساعد على حمايته من العديد من الحيوانات المفترسة التي قد ترغب في استهدافه كمصدر للحوم، ومع ذلك من المعروف أن التماسيح تهاجمه أثناء غوصه في المستنقعات وحفر الطين أو أثناء محاولته الإسترخاء في البحيرات والأنهار، وقطط الغابة البرية التي تجوب السهول العشبية في أمريكا الوسطى أو أدغال أمريكا الجنوبية وآسيا قد تفترس هذا الحيوان، والنمور والكوجر هي أمثلة للقطط الكبيرة التي تصطاد التابير.
على الرغم من قلة هذه الحيوانات المفترسة الطبيعية ربما يكون الخطر الأكبر على بقاء الحيوان على قيد الحياة هو البشر، ولقد اصطاد الناس التابير لعدة قرون ليس فقط للحصول على لحومه ولكن أيضا لجلوده، وإن جلد التابير المتين يجعله ذو قيمة خاصة للأعمال الجلدية في بعض أجزاء من آسيا والهند، وتعد إزالة الغابات وتدمير موائل التزاوج الطبيعية أيضا خطرا رئيسيا آخر على هذه الحيوانات، وفي الواقع جميع أنواع التابير إما معرضة للخطر أو مهددة بخطر الإنقراض وفقا لمجموعات تتبع الحفظ، وتشير التقديرات إلى أن أيا من هذه الأنواع لا يزيد عدد سكانها عن 4500 في الطبيعة.
تكاثر حيوان التابير:
حيوانات التابير لها فترة حمل طويلة نسبيا، حيث يحاولون عموما التزاوج قبل موسم الأمطار في أمريكا الجنوبية وآسيا، وإذا نجحت فإن الصغير المعروف بإسم العجل يولد بعد 13 شهرا بعد بدء موسم الأمطار مباشرة، ويمكن للأمهات حمل عجل واحد فقط في كل مرة، وبعد الولادة تربي الأنثى نسلها وتفطم الصغير خلال الأشهر الستة إلى الثمانية المقبلة، وفي ذلك الوقت يكاد العجل يكبر ويمكن للأم البحث عن رفيق جديد، ويمكن أن تلد أنثى التابير عجلا واحدا كل عامين طوال حياتها.
غالبا ما تصل أنثى التابير إلى مرحلة النضج الجنسي قبل نظرائها من الذكور، ويمكن للإناث أن تصبح نشطة جنسيا في وقت مبكر من عمر ثلاث سنوات، بينما قد يستغرق الأمر لذكر التابير بين أربع وخمس سنوات حتى ينضج تماما، وبمجرد أن ينضج، يمكن أن يحدث الإنجاب على أرض جافة أو أثناء استرخاء التابير في البحيرات أو الأنهار أو غيرها من المسطحات المائية الكبيرة.
يظل عمر التابير متسقا بشكل ملحوظ سواء كان في البرية أو محتجزا في حديقة للحيوانات، وفي الواقع يعيش معظم أفراد أنواع التابير المعروفة بين 20 و30 عاما، وقد يكون عمره الثابت بسبب حجمه الكبير وجلده القاسي والدفاعات الطبيعية الأخرى التي تحد من عدد الحيوانات المفترسة الحقيقية في البرية.
حيوان التابير في حديقة الحيوانات:
عادة ما يعيش حيوان التابير جيدا في حديقة الحيوان، ويتشابه متوسط العمر المتوقع لديه بشكل مدهش سواء كان في الأسر أو في البرية، وتعيش هذه المخلوقات عادة لمدة 20 إلى 30 عاما لكن بعض العينات عاشت 35 عاما أو أكثر في حديقة الحيوان، وفي الواقع لدى حديقة حيوان سان دييغو برنامج تكاثر راسخ نتج عنه ولادة أكثر من 30 صغيرا من حيوانات التابير على مدار الثمانين عاما الماضية، ويمكن الإحتفاظ بالتابير مع أنواع أخرى موطنها أمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية أو آسيا على سبيل المثال يعيش التابير في نفس المكان مع حيوان الكابيبارا، وحيوان الغوناق في حديقة حيوان سان دييغو.